Contact


محاضرة: الحركة الوطنية والمقاومة المسلحة في مجال آسفي

تخليدا للذكرى التاسعة والستين للأعياد الثلاثة المجيدة، عيد العودة وعيد الانبعاث وعيد الاستقلال، نظمت المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بأسفي يومه الأربعاء 20 نونبر 2024 محاضرة تحت عنوان: " الحركة الوطنية والمقاومة المسلحة في مجال أسفي"، وقد أطر هذه المحاضرة الأستاذ عبد الرحيم بودرة، المكلف بتدبير شؤون النيابة الإقليمية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير لأسفي والصويرة واليوسفية.

بدأت فعاليات اللقاء بالاستماع للنشيد الوطني، بعد ذلك تناول الكلمة السيد مدير المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بأسفي، الأستاذ محمد شباب، رحب من خلالها بالسيد عبد الرحيم بودرة والسيد النائب الإقليمي للمندوبية وأعرب عن شكره وامتنانه لتلبية دعوة المدرسة. وبهذه المناسبة أكد السيد المدير على أهمية هذا الحدث الذي يهدف إلى تسليط الضوء على إحدى المراحل الحاسمة في تاريخ المملكة المغربية، وهي مرحلة الاستقلال المجيدة، والتي شهدت نضالاً بطولياً ضد الاستعمار للمغاربة وفي مقدمتهم المغفور لهما جلالة الملك محمد الخامس وجلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراهما.

كما دعا السيد المدير في كلمته الطلبة الى استلهام القوة والإرادة من تاريخ الامة المغربية العريق وتجديد العهد بالقيم التي قام عليها الكفاح الوطني وهي قيم الوحدة والتضحية في سبيل الحرية.

السيد بودرة عبر في بداية مداخلته عن فخره كونه خريجا لجامعة القاضي عياض، واستعرض اهم المحطات المشرقة في تاريخ الحركة الوطنية بأسفي حيث أفاد بأن أسفي تعرضت للاستعمار البرتغالي منذ 1508مما أدى إلى ظهور مقاومة من شرفاء وأبناء المنطقة خلال عهد السعديين. وعند سقوط المغرب تحت الحماية سنة1912، انطلقت الحركة الوطنية بأسفي بفعل رجال العلم وكان من أهم رجالاتها محمد بن الطيب الوزاني ومحمد البوعناني ومحمد الهسكوري وإدريس بناصر والفقيه الكانوني وغيرهم، إلا أنها اشتدت بعد سنة 1925.

من أهم مظاهر المقاومة بأسفي أيضا خروج سكان مدينة أسفي من أجل الاحتجاج على الظهير البربري ل  16 مايو 1930 بقراءة اللطيف والجهر به في وجه المستعمر.

مدينة أسفي كان لها أيضا الشرف في توقيع ثلاثة من أبنائها من أصل 66 موقعا على وثيقة المطالبة بالاستقلال سنة 1944، ويتعلق الأمر بالفقيه عبد السلام بن علال المستاري والفقيه محمد بن حدان بلخضير والفقيه محمد بن الطيب البوعمراني.

هذا، وقد اشتدت الحركة الفدائية بأسفي، كما في باقي المناطق المغربية، حين نفي السلطان محمد الخامس الى جزيرة كورسيكا ومنها الى مدغشقر- 20 غشت 1953- وتعددت أشكالها: منظمة الأحرار، منظمة أسود التحرير، منظمة المقاومة والتحرير، منظمة اليد المباركة، منظمة المقاومة السرية ...

مداخلة السيد بودرة أتت أيضا على الدور الكبير الذي اضطلعت به المرأة الآسفية في مختلف المحطات ولا سيما في المظاهرات الحاشدة التي كانت تطالب بسقوط الاستعمار وإطلاق سراح المعتقلين الوطنيين.

وتم ختم اللقاء بتلاوة الفاتحة ترحما على أرواح شهداء الحرية والاستقلال وفي مقدمتهم الملكين المجاهدين المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه والحسن الثاني رضوان الله عليه، والدعاء الصالح لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله بالنصر والتمكين.

بعد هذه المحاضرة القيمة، عقد السيد المدير جلسة جمعت الأساتذة الباحثين بالسيد النائب الإقليمي للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير والأستاذ عبد الرحيم بودرة والوفد المرافق لهما تم الاتفاق خلالها على ضرورة تعزيز التواصل والتعاون بين المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بأسفي والنيابة الإقليمية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير لترسيخ مبدأ الوفاء للذاكرة الوطنية وصيانتها.